fbpxالثانوية العامة بين القلق المجتمعي والتطوير المرتقب | Amman Arab University

الثانوية العامة بين القلق المجتمعي والتطوير المرتقب

الثانوية العامة بين القلق المجتمعي والتطوير المرتقب

 

الثانوية العامة بين القلق المجتمعي والتطوير المرتقب
بقلم: أ.د.يونس مقدادي – جامعة عمان العربية


مازال يتحدث العديد من التربويون والأكاديمون وأصحاب الرأي ومنذ سنين مضت عن الثانوية العامة والمعروفة بالتوجيهي  والذي يُعد الشغل الشاغل لأبناء المجتمع وأسرهم، والذي يأخذ حيزاً كبيراً في تفكيرهم مما جعل هذا المصطلح غير المرغوب بسماعه ناهيك عن تقاليده المغموسة بالقلق والخوف بحكم حرص الجميع على إتاحة فرصة النجاح لأبناءهم بإعتباره المحطة الانتقالية الأولى إلى مرحلة أخرى مهمة وهي التعليم الجامعي لتبدء المسيرة الحقيقية لمستقبل أبناءهم.


أن ما نشهده من استعدادات يسودها حالة من الطورائ في بيوتنا لطلبة الثانوية العامة (التوجيهي) والتي شكلت ثقافة مغموسة بالمعاناة لأسرنا والمجتمع وحتى مؤسسات التربية والتعليم وغيرها، مما نجد بالمحصلة كمية الاستهلاك النفسي والمادي للمشهد الدرامي المرعب والتي أخذت من حياتنا الكثير من التفكير والقلق على إعتبار التوجيهي حالة مصيرية بكامل معتقداتها ومفاهيميها والمرسومة في ذهن الجميع ومنذ عقود مضت.


أن هذه الصورة النمطية للثانوية العامة (التوجيهي) والراسخة في ثقافتنا المجتمعية وفقاً لدراسات وتقديرات واستنتاجات المتابعين والتي أشارت بإن هذه الصورة لم تتمكن من فرز ما نطمح اليه ونحن في الالفية الثالثة ومستجداتها وخاصةٍ في ظل التسابق الذي نشهده ومنذ سنين لتطور منظومة التعليم الثانوي حول العالم، والتي أدركتها كثير من الدول أقليمياً وعالمياً والتي سارعت على تطوير منظومة التعليم الثانوي للأرتقاء بها بالمقارنة بمثيلاتها من دول العالم، وإزلة القلق المجتمعي وأبناءهم من رعب ما يسمى بالثانوية العامة أو التوجيهي عندنا، وذلك من خلال البحث عن سيناريوهات لإبراز الثانوية العامة (التوجيهي) ضمن مصوغات وتقسيمات تحصيلية للطلبة بإعتبار الثانوية العامة مجرد محطة إنتقالية للجامعة لا أكثر ولا أقل، بينما قبول الناجحين من طلبة التوجيهي يتوقف على الجامعات وسياسات وشروط القبول فيها بالاضافة إلى امتحانات الدخول الخاصة بها. وهذا ما يتطلع اليه الكثير لما له العديد من المزايا بالغة الأهمية وكما هو معمول به في دول العالم المتقدمة والمؤمنة بإن الثانوية العامة هي مرحلة إنتقالية فقط.


إن البقاء بالاحتفاظ برمزية التوجيهي  بمفهومه ومصوغاته الحالية قد أشغلت بال الجميع والتي لايرى الكثير بإنها ذات جدوى في ظل المفارقات الكبيرة مع دول العالم المتقدم وغيره والتي سارعت غالبيتها إلى تطوير منظومة التعليم الثانوي بوقت قياسي لتغيير المفاهيم والمعتقدات والثقافات الراسخة بهدف النهوض بالتعليم والذي يُعد حجر الأساس في بناء المجتمعات وتحضرها وتطورها نحو التنمية المستدامة، مع الأخذ بعين الأعتبار جملة من الأفكار التطويرية لضمان مستقبل مشرق لأبناءنا ومجتمعنا ومؤسساتنا التعليمية.


ويتطلع الكثير من المتابعين بإن إعادة النظر بالثانوية العامة (التوجيهي) والتي تتطلب إرادة حقيقية نحو التغيير والتطوير ضمن مصوغات متناغمة مع مستجدات التعليم وتحدياته، ومواكبة التوجهات العالمية وبعيداً عن التزمت بالقول بإننا الأفضل لابل الأصل أن نكون دائماً في الطليعة والمبادرين لطرح الأفكار التطويرية الجديدة، وبلا شك جميعنا يشهد لكفاءة القائمين على  قطاع التعليم الأساسي والثانوي وحرصهم الأكيد على تبني الأفكار التطويرية الرامية إلى تعزيز مكانة التعليم في ظل التسابق الملحوظ أقليمياً وعالمياً كخيار إستراتيجي بالتناغم مع الرؤى المستقبلية لمنظومة التعليم.